لأول مرة في تاريخ الأزهر، أو في تاريخ شيوخ الأزهر، يذهب ثلاثة من الوزراء يطرقون باب شيخ، شيخ يبعد كل البعد عن الأزهر، وسياسة الأزهر، وأزمة الأزهر، ومناصب الأزهر. ذهب ثلاثة من الوزراء إلى شارع خيرت؛ ليطرقوا باب الشيخ الخضر حسين التونسي الأصل، المصري الجنسية، وذهبوا إليه ليقولوا: أنت شيخ الأزهر.
وكان جواب الشيخ: أنه ابتهل إلى الله أن يعينه ويساعده.
وقد قوبل نبأ تعيين شيخ الأزهر الجديد بالرضا والغرابة:
الرضا؛ لأنه لا ينتمي لحزب سياسي، ولم يعرف أنه أيد زعيماً من الزعماء، أو حزباً من الأحزاب، ثم إنه لا يرجو مغنماً من الدنيا؛ لأنه شارف السين التي لا تسمح للإنسان بالتفكير إلا في الله، وبهذا، فالمنظور أنه سيعمل لله، وأنه سيعمل للأزهر، من حيث رفع مكانته. وأهم من ذلك كله: أنه لا حاشية له في الأزهر تسيره، بل إنه سيعمل من وحي إرادته، وما يرتضيه الأزهر، وهذا هو المهم، أما كونه تونسياً، فالأزهر للعالم الإسلامي أجمع.
أما الغرابة في التعيين، فلأنه تونسي الأصل، وغريب على الأزهر أن
(١) جريدة "الوزير" التونسية - العدد ٧٧٣ الصادر بتاريخ ٧ ربيع الثاني ١٣٧٢ هـ - ٢٥ ديسمبر ١٩٥٢ م - تونس.