يتولى مشيخته غير مصري، فلم يعرف عن أجنبي تولى مشيخة الأزهر إلا اثنان تقريباً، هما: الشيخ المهدي العباسي، والشيخ عليش، فهما من المغاربة، إلا أن أصلهما تمصر، وكانا هما من الذرية؛ بخلاف الشيخ الحالي؛ فلقد جاء إلى مصر، ثم تجنس بالجنسية المصرية حديثاً.
والمهم أن اختياره جاء اختياراً موفقاً، فهو أصلح إنسان تولى هذا المنصب الخطير، ولا يستطيع أن يدس له إنسان، أو يحوله عن خطئه، وليس هناك مؤثر خارجي يستطيع أن يؤثر فيه، بل سيعمل من وحي إرادته فحسب.
والوكيلان
أما الوكيل الأول: فقد لقي قبولاً من الجميع؛ لأن الأستاذ محمد عبد اللطيف دراز عرف بين الأزهريين بجهاده المرير، وحسن إدارته، وسعة أفقه العلمي، وحبه، بل وتفانيه في خدمة الأزهر والأزهريين، ولم يشذ عن هذا التأييد إلا حفنة كانت تطمع في بعض المناصب التي ولت باستقالة شيخ الأزهر، والتهاني التي يتلقاها تدل على أنه رجل يستحق المنصب الذي تقرر أن يشغله وهو كفء له.
وأما الوكيل الثاني: وهو الشيخ محمد نور الحسن، فهو رجل سوداني المولد، عالم فاضل، عرف بسعة علمه في الدوائر الأزهرية، إلا أن بعض المسؤولين في الأزهر يقولون، ومنهم مصدر هذا الحديث: إنه لم يعلم أنه عين في الأزهر وكيلاً ثانياً إلا من الصحف، ومن التهاني التي أرسلت إليه، وهو- وإن كان من حاشية الشيخ السالف، وقد رشحه في شروطه -، فهو -كما قلنا - واسع الأفق والتفكير، وتقلد مناصب عدة في الأزهر، أظهر فيها براعة تدل على التفكير وحسن التدبير.