للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عطفاً أمير المؤمنين فإنّنا ... في دوحة العلياء لا نتفرّق

ما بيننا يوم الفخار تفاوتٌ ... أبداً كلانا في المعالي مُعرقُ

إلا الخلافةَ قلّدتك فإنني ... أنا عاطلٌ منها وأنت مُطَوَّقُ

مضى لنا مع الشرف والشريف مجلس أنس يحاكي نسيم الأسحار، إذا جاءت متضمخة بنفحات الأزهار، ولكننا مررنا عند إيابنا بامرأة جالسة بقارعة الطريق، والناس ملتفة حولها وهي تتلو القرآن بصوت رخيم.

أخذ مني الأسف مأخذه، لما قدمت على المعهد الأزهري حين طويت منه محاضر الدروس، وبرز أساتذته العظام لقضاء أمد الراحة الصيفية في أماكن الرياضة ومهابِّ النسيم، ولم يتفق لي أن أشاهد محضرة درس بهذا الجامع العظيم، وأنبأني التلامذة بأن سائر دروس الجامع معطلة، ولا يقرأ به في هذه الأيام ولو درساً واحداً.

* زيارة بورسعيد:

سافرت صباح يوم الأحد إلى (بور سعيد) (١)، ومررنا على جانب من فتحة السويس التي وصلت البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وحقّ لي عندما بلغت إلى مجمع هذين البحرين أن أذكر بيتين كان العلامة البليغ صاحبنا الشيخ السيد محمد الطاهر بن عاشور (٢) قد أرسلهما إليّ في بطاقة يدعوني بها إلى زيارته حيث حل بحضرته اثنان من أولي العلم والأدب، وهما:


(١) مدينة "بورسعيد" على قناة السويس.
(٢) من كبار علماء تونس، ومن الأصدقاء الأوفياء للإمام. انظر ترجمته في كتابه: "تونس وجامع الزيتونة".