هي الخمر تكنّى بأم الطلا ... كما الذئب يكنّى أبا جعده
يُعزى إلى عبيد بن الأبرص، وربما وجد في بعض النسخ من ديوانه، وقد ذهب المعري في "رسالة الغفران" إلى أنه منحول، فقال: "والذي أذهب إليه: أن هذا البيت قيل في الإسلام بعد أن حرّمت الخمر".
فالقدماء يعنون بنقد الشعر الجاهلي من هذه الناحية، وحيث جاز أن تكون القصيدة في أصلها ثابتة، وأن التزوير إنما يقع في بيت منها، أو أبيات، يأخذون إلى المنحول ما دخلته الريبة، ويذرون ما عداه معزواً إلى صاحبه حتى يطلعوا له على وجه من هذه الوجوه الدالة على التزوير.
فبيت: "والله ليس له شريك" إنما يحمل الاعتقاد بالإله، وما يجب له من صفة العلم، ومن يسلم أن عبيد بن الأبرص لم يكن من أصحاب هذه العقيدة، فأقصى ما يبني على هذا المعنى أن يكون البيت منحولاً، ولا يسري حكمه إلى القصيدة بأسرها، ولعل هذا البيت لم يتفق عليه رواة القصيدة، فقد رويت في "جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد، ولم يجئ هذا البيت في روايتها.
* الكيد للحقيقة والتاريخ:
قال المؤلف في (ص ١٥٣): "وقد رأيت من هذه الإلمامة القصيرة بهؤلاء الشعراء الثلاثة -امرئ القيس، وعبيد، وعلقمة-: أن الصحيح من شعرهم لا يكاد يذكر، وأن الكثرة المطلقة من هذا الشعر مصنوعة، لا تثبت شيئاً،