المرحلة السورية في حياة الإمام محمد الخضر حسين (١)
الأمم الماجدة العظيمة، تلك التي تعتز وتفاخر بمسيرة عظمائها، وتعقد الملتقيات والندوات بين الفينة والفينة؛ لتكون عبرة ومنهجاً لمن يريد أن يسلك مسلك العزة والشرف، وليكون بهما عظيماً في علمه وعلو همته.
وفي الندوات درْس إلى أفراد الأمة -وخصوصاً شبابها وطليعتها المتنوّرة المثقفة- ليستدلوا به إلى سبيل العمل الصادق الجاد لرفعة شأن الأمة وصلاح حالها، وارتقائها إلى أسمى درجات الكرامة ومراتب المجد.
في هذه الندوة التي تحتضنها مدينة "نفطة"، والتي تؤكد استمرارها لما سمّيت به آنفاً (بالكوفة الصغرى). تقدم ابناً لها، غزيرَ العلم والمعرفة، رائع الأدب، كامل الخلق، أودع الله تعالى فيه من المواهب ما لا نجدها في الكثير من أهل عصره، وممن لا يجود بهم الدهر إلّا قليلاً في النادر، في هذه الندوة يشرق فيها وجه الإمام الخضر حسين.
ومن حق تونس أن تفاخر بوليدها، ومن حق الجزائر أن تتباهى بأصيلها، ومن حق دمشق أن تعتز بمعلّمها وعالِمها، ومن حق مصر أن ترفع الرأس