للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاستشهاد بالحديث في اللغة (١)

يستند علماء العربية في إثبات الألفاظ اللغوية، وتقرير الأصول النحوية، إلى القرآن المجيد، وكلام العرب الخلص، وجرى بينهم الخلاف في الاحتجاج بما يروى من الأحاديث النبوية. وحقيق بمجمع اللغة العربية أن ينظر في هذه المسألة، ويقطع فيها رأياً؛ فإن الكتب المؤلفة في الحديث وغريبه كثيرة، ومنها ما يبلغ مجلدات ضخمة.

ومتى رأينا أن الحق في جانب من يراها حجة كافية في اللغة، كان مجال البحث في علوم اللغة أوسع، ووجدنا من المساعدة على إعلاء شأن اللغة ما لا نجده عندما نقصر الحجة في القرآن الكريم، وما يبلغنا من كلام عربي فصيح.

وهذا ما دعاني إلى أن بحثت هذه المسألة، وبذلت جهداً في استقصاء ما كتبه فيها أهل العلم، ثم استخلصت من بين اختلافهم رأياً.

وهأنذا أعرض البحث كما اتفق لي أن سرت فيه، وأصله بإبداء ما رأيت؛ لينظر مجمعنا ماذا يرى.


(١) بحث قدمه الإمام إلى مجمع اللغة العربية، ونشر في الجزء الثالث من "مجلة المجمع". الصادر في شعبان ١٣٥٥ - أكتوير ١٩٣٦. ونشر في مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الثالث من المجلد العاشر الصادر في شعبان ١٣٥٦ - أكتوبر ١٩٣٧.