ابن حيان: وتكلم جماعة في هذا الحديث، والصحيح فيه: أن محمد بن خالد الجندي تفرد به، وذكر أبو عبد الله الحاكم أن الجندي رجل مجهول.
* الشيخ عبد العزيز جاويش:
لقيت العالم الشيخ عبد العزيز جاويش بعد إيابه من مصر، وثبوت براءته مما ألصقوه به من التهمة بحادثة الأوراق، فأنشدته عندما ظهر عليه الأسف من حال السجن على وجه التسلية وترويح الخاطر: قول ابن الجهم:
قالوا: حُبست، فقلت: ليس بضائري ... حبسي وأي مهند لا يغمدُ
والحبسُ ما لم تغشَهُ لدنِيَّةِ ... شنعاء نِعْمَ المنزل المتورّدُ
وقد نظم له الشاعر الرصافي قصيدة في هذا الغرض يقول في طالعها:
إني عهدتك لا تكون بؤوساً ... مهما لقيت مصائباً ونحوسا
كم قد صدمتَ النائبات بهمة ... جعلت لها الصبر الجميل لبوسا
إلى أن يقول:
جارت سياستهم عليك فأغضبت ... أهل العدالة سائساً ومسوسا
ولو أنّ أخلاق الرجال صحيحةٌ ... ما كان حقك عندهم مبخوسا
إن يظلموك فإن حبك لم يزل ... في قلب كل موحِّد مغروسا
والشمس تشهد أن فضلك مثلها ... تحيي النفوس وتقتل الحنديسا
ولئن لقيت أذى فكم من مصلح ... لقي الأذاة مفجعاً متعوسا
ضحكت وجوه الترهات ولم يزل ... وجه الحقيقة في الأنام عبوسا
وجدته حين لقيته يفسر قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً} [الإسراء: ١٦] الآية ... على معنى: جعلنا مترفيها أمراء، ففسقوا باتباع الهوى، واحتياز