للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأسرة جمعية الهداية الإسلامية ترجو من الله تعالى أن يملأ ضريح الراحل العزيز نوراً ورحمة، وتقدم إلى حضرات أبنائه وأسرته أخلص التعزية.

* الشيخ عبد الرحمن قراعة (١):

في اليوم الرابع من شوال سنة ١٣٥٨ فقد العلم والأدب والمجد رجلاً يعد من أكابر العلماء والأدباء والفضلاء، هو العلامة الأستاذ المرحوم الشيخ عبد الرحمن قراعة، فحزن لفقده كل من عرف قدره، أو شهد مجالسه العامرة بالفوائد العلمية، واللطائف الأدبية.

ولد الراحل الكريم بمدينة أسيوط في أسرة علم ومجد، وتلقى عن والده -بعد أن حفظ القرآن العزيز- جانباً من العلوم الدينية والعربي، ثم رحل إلى الأزهر الشريف، وأقبل على الازدياد من العلم، وظهر نبوغه في العلم، وبرع في صناعة القريض والإنشاء، فكان من أركان النهضة الأدبية المصرية، ومن أساتذته: الشيخ الأنبابي، والشيخ المهدي العباسي، والشيخ حسن الطويل، وحضر بعض مجالس للشيخ جمال الدين الأفغاني، وأدى الامتحان في عهد مشيخة الشيخ حسونة النواوي، فأحرز شهادة العالمية.

وتقلب الأستاذ في مناصب كثيرة إلى أن عين وكيلاً لمشيخة الأزهر الشريف، ومديراً عاماً للمعاهد الدينية، ثم تقلد منصب الفتوى بالديار المصرية.

كان الفقيد - رحمه الله تعالى - غزير العلم، واسع الاطلاع في الأدب العربي، بارعاً في صناعتي الشعر والممر، ومن ثم كان مقامه جليلاً عند العلماء والأدباء، وكانت مجالسه أينما حل رياض علوم وآداب، أما آدابه النفسية،


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الخامس من المجلد الثاني عشر.