للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين (١)

قال مندوب "الأهرام":

أتيح لي أن جلست وفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر جلسة طويلة ممتعة، وتحدثت إلى فضيلته في مختلف الشؤون، وكان في مقدمة هذه الشؤون: أهمية ما يتعلق بالأجانب المقيمين بمصر، وما حكم الشريعة الإسلامية في معاملتهم، وكيف ينظر إليهم الإسلام؟ وبماذا يأمرنا به نحوهم؟.

ولقد تجلى فضيلة الأستاذ الأكبر في تجليتها، وتبيان أحكام الشريعة السمحة فيها، وقد كان فضيلته يعنى أكبر العناية بدعم آرائه بالكتاب الكريم، والحديث الشريف، والأثر الصالح عن السلف الصالح، قال فضيلته:

ينظر الإسلام إلى رسالات الله كلها على أنها دين واحد، تتفق في أصولها وروحها وغاياتها، وإن اختلفت في صورها ومظاهرها وتطورها.

ولذلك كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي عرفه البشر داعياً إلى تكريم رسل الله وأنبيائه جميعاً، فقال -عَزَّ وَجَلَّ- في أواخر سورة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ


(١) مجلة "الأزهر" الجزء الثالث -المجلد لرابع والعشرون، غرة ربيع الأول- ١٣٧٢ هـ = نوفمبر، تشرين الثاني ١٩٥٢ م.