للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

* أهل السنة:

يطلق هذا الاسم، ويراد منه: الأشعرية، والماتريدية، وأهل الحديث، وتجتمع هذه الفرق في أصول من العقائد هي: أن العالم حادث، وأنه لا خالق سوى الله، وأن الله قديم متصف بالعلم والقدرة، وسائر صفات الجلال، لا شبيه له (١)، ولا يحل في شيء، وأنه خالق أفعال العباد، وأنه مريد لجميع الكائنات، ومرئي للمؤمنين في الآخرة بلا انطباع ولا شعاع، ولا يجب عليه شيء، إن أثاب، فبفضله، وإن عاقب، فبعدله، وله الزيادة والنقصان في مخلوقاته (٢)، وأن المعاد الجسماني حق، والصراط والميزان حق، والشفاعة لأهل الكبائر حق، وخلود أهل الجنة في الجنة كخلود الكفار في النار حق (٣)،


(١) في ذاته ولا في صفاته، والمخالف في هذا طائفتان: طائفة شبهوا ذاته بذات غيره، ومن أصحاب هذا المذهب: هشام بن الحكم، ويقال: إنه أول من قال: إن الله جسم، ومقاتل بن سليمان، فقد كان ينشر التجسيم في خراسان، ومحمد بن كرام، فإنه باح بالتجسيم، وقال: إن الله جسم له حد ونهاية. والطائفة الثانية شبهت صفاته تعالى بصفات المخلوقين، كما زعمت الزرارية أتباع زرارة بن أعين الرافضي: أن جميع صفات الله حادثة، وأنها من جنس صفاتنا. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١].
(٢) المخالف في هذا: النظام، يقول: إن الله لا يقدر أن يزيد في الآخرة أو ينقص من ثواب أو عقاب لأهل الجنة والنار، وتوهم أن غاية تنزيهه تعالى عن الشرور والقبائح لا تكون إلا بسلب قدرته عليها.
(٣) وردت نصوص في خلود السعداء في الجنة، والأشقياء في النار خلودًا مع تأبيد، وهذه النصوص محكمة، وأما الاستثناء في قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: ١٠٦، ١٠٧]، أو قوله تعالى: {فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود: ١٠٨]، =