للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأورد داعية القاديانية في الاستدلال على بقاء النبوة قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩].

فقال: "وهذه الآية تصرح جلياً أن الأمة المحمدية تنال هذه الدرجات الأربع".

والصواب في فهم الآية أن قوله تعالى:

{مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ}

هو بيان لقوله: {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، والأصل في كلمة "مع": المصاحبة، والمصاحبة لا تستلزم المساواة في الرتبة، بل يكفي فيها الاشتراك في دار النعيم، مع تمكن كل واحد من رؤية الآخر، وملاقاته متى شاء.

فالآية وردت لبيان ما يجازى به المطيع لله ورسوله، وهو مرافقة الأنبياء ومن ذكر بعدهم، وتأويلها على معنى: أن من المطيعين أنبياء، ومنهم صديقين، ومنهم شهداء، تأويل للآية على معنى لا يتقبله إلا نفوس تلوثت باعتقاد أن غلام أحمد وأذنابه أنبياء صادقون.

وأما مما ذكره الداعية من أن قوله تعالى: {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} بيان لقوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ}، فحمل للآية على وجه تتجافى عنه قوانين البلاغة، ويكسبها تعقيدأ يتبرأ منه كلام الفصحاء، قبل أن يتبرأ منه كلام خالق الفصحاء. فعد هذا الوجه في أخطاء قائله أولى من حشره في شبه هي أوهى من نسج العنكبوت.

* دعوى غلام أحمد أنه أفضل من عيسى - عليه السلام -:

نقلنا في مقالنا السابق شواهد على غرور غلام أحمد، واستحواذ الشيطان