الوعظ: الدعوة إلى ما فيه خير وصلاح، والتحذير مما فيه شر وفساد، فالواعظ يرشد الجاهلين، وينبه الغافلين، ويعالج النفوس الطائشة مع أهوائها؛ ليعيدها إلى فطرتها السليمة من الإقبال على الفضائل، والترفع عن الرذائل، ولكن إرشاد الجاهلين، وتنبيه الغافلين، وتقويم عوج من غلبت عليهم شهواتهم، جهادٌ يحتاج صاحبه إلى ألمعية مهذبة، ودراية بالطرق الحكيمة، علاوة على العلم الذي يميز به بين الحق والباطل، ويفرق به بين المعروف والمنكر، ثم إن العلم والنباهة وحكمة الأسلوب لا تاتي بثمرتها المنشودة إلا أن يكون الواعظ طيب السريرة، مستقيم السيرة.
فمن واجبات المتصدي للوعظ: أن يكون متفقهاً في الدين تفقه من يستطيع أن يدعو إلى ما قرره الدين القيم من عقائد وأحكام وآداب، ويكون بعد هذا سريع التنبه لما يجري بين الناس من وسائل شأنها أن تفضي إلى فساد، ويكون نافذ البصيرة إلى ما يستتر تحت أقوالهم أو أعمالهم من أغراض وخيمة العاقبة، ويكون بعد هذا وذاك خبيراً بالأساليب التي تدخل بالوعظ إلى أعماق النفوس، فتبدل جهالتها معرفة، أو غفلتها يقظة، أو أهواءها الجامحة شغفاً بالخير، وتقبلاً للنصيحة، ويضيف إلى هذا: أن يكون لباسُ
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزآن الحادي عشر والثاني عشر من المجلد الثامن عشر.