هو أبو العباس أحمد بن علي أبو خريص، ولد في "وسلات" سنة ١١٥٦ هـ. وقدم مدينة تونس صحبة والده سنة ١١٧٥، وأقبل على تلقي العلم في جامعة الزيتونة، فقرأ على الشيخ محمد الشحمي، والشيخ صالح الكواش، والشيخ محمد الغرياني، وغيرهم من علماء ذلك العصر، وبعد أن تضلع بالعلوم الدينية والعربية، تصدى للتدريس، فأقرأ كتباً كثيرة في جامع الزيتونة، وبمسجد المحرزية.
وولي الإمامة والخطابة بجامع الحلق، وألقى على منبره الخطيب البليغة من إنشائه، ثم قلده الأمير محمود باشا خطبة القضاء في رييع الثاني سنة ١٢٣٠، فجرى على طريق العدل، وكان لا يسمح لأحد الخصوم أن يقابله في داره، ولكنه لبث في هذا المنصب أربعة أشهر فأخذ الله نور عينه إلى بصيرته، واستعفي من القضاء، وعاد إلى التدريس حتى وافاه الأجل المحتوم في ربيع الأول سنة ١٢٤٠، ورثاه الشيخ إبراهيم الرياحي بقصيدة يقول فيها:
كم رحيق معطر مختوم ... في كؤوس المنطوق والمفهوم
(١) مجل "الهداية الإسلامية" - الجزء العاشر من المجلد الأول الصادر في ربيع الأول ١٣٤٨.