وما معنى أن مؤيديه لم يحفلوا به إلا لأنه رد على فرق في البلاد العربية تمثل هذه النحل والديانات؟.
أليس من الممكن، بل من اليسير أن يحفلوا به لأنهم أولو فطر سليمة، وبصائر نيّرة، والقرآن نور يمشي بين أيدي أوليائه؟ ولماذا حفلت به الأمم غير العربية؛ كالفرس والترك والهنود والبربر، وقسم عظيم من أوربّا؟ فهل احتفلوا به، وجاهدوا في سبيله لأنه يرد على فرق في البلاد العربية، أو فرق في أقطارهم تمثل هذه النحل والديانات؟ كلا! إنما يحفل بالقرآن من يحفل به؛ لأنه برهان هداية وسعادة، ولأن في حججه ما يقف في لهاة المعاند للحق "لا يرتقي صدراً منها ولا يرد".
* الهجوم على الإسلام تحت ستار البحث العلمي:
قال المؤلف في (ص ١٧): "أفترى أحداً يحفل بي لو أني أخذت أهاجم البوذية أو غيرها من هذه الديانات التي لا يدينها أحد في مصر؟ ولكني أغيظ النصارى حين أهاجم النصرانية، وأهيج اليهود حين أهاجم اليهودية، وأُحفظ المسلمين حين أهاجم الإسلام. وأنا لا أكاد أعرض لواحد من هذه الأديان حتى أجد مقاومة الأفراد، ثم الجماعات، ثم مقاومة الدولة نفسها: النيابة، والقضاء".
يقتضب المؤلف هذه الجمل وأمثالها ليذروها كالرماد في عيون السذّج، ويخيل إليهم أنه لم يهاجم الإسلام بأشد ما يهاجم به دين تعتنقه أمة ذات عزّة وحجة وبيان.