للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستعمل القنوع في معنى الرضا، وهو لغة قليلة حكاها ابن جني، وأنشد:

في الخد نارٌ وفي أَجفانها شَرَكٌ ... لوقعةِ القلبِ كلٌّ منهما صالي

فاستعمل كلمة صالي بمعنى صابر مترقب، وهي لغة العامة من أهل الشام وحماة، قال بعض الأدباء: لم أفهم ما أراد ابن حجة حتى سألت عنه بعض عوام حماة، ففسَّره لي.

وقد تعاب الكلمة في الشعر من جهة تجافي الذوق عنها، وثقل وقعها على اللسان؛ كلفظ: ابتشاك في قول المتنبي:

وما أرضى لمقلته بحلمٍ ... إذا انتبهت توهَّمه ابتشاكا

والابتشاك: الكذب، ومن ذا يسمع هذه الكلمة، ولا يتبرأ منها ذوقه كما يتبرأ من معناها قلبه ولبّه؟!

وقد يأتي الشاعر في البيت بكلمة لها معنيان: أحدهما لائق بالمقام، وهو المراد، وثانيهما يصير به معنى الكلام منبوذًا مستقبحًا، وليس بمقصود للشاعر؛ فيعاب الشعر من جهة هذه الكلمة المحتملة لمعنى مستهجن، وقد وقع أبو تمام في هذا العيب حين قال:

أعطيت لي دية القتيل وليس لي ... عقلٌ ولاحقٌّ عليك قديمُ

فقوله: "وليس لي عقل" يوهم أنه ينفي عن نفسه العقل الذي هو القوة المدركة، وإنما أراد الشاعر: الدية، ولو قال: وليس لي عليك عقل، لارتفع اللبس، وزال القبح.

* النقد العائد إلى التركيب:

من النقد العائد إلى التركيب: وروده على خلاف ما يقتضيه علم النحو،