للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة الحسينية في تونس (١)

بقيت البلاد التونسية منذ الفتح الإسلامي ولاية تابعة للخلافة في الشرق حتى تولى أمرها إبراهيم بن الأغلب بعهد كتبه له هارون الرشيد سنة ١٨٤ هـ، فأسس دولة تسمى: الدولة الأغلبية، ثم انقرضت هذه الدولة، وقامت بعدها الدولة العبيدية، ومؤسسها عبيد الله المهدي جد المعز لدين الله الذي انتقل إلى مصر وأسس الدولة الفاطمية. وخلفت الدولة العبيدية الدولة الصنهاجية، ومؤسسها بلكين بن زيري من قبيلة صنهاجة إحدى القبائل البربرية، ثم وقعت البلاد في يد عبد المؤمن بن علي، أحد أصحاب المهدي بن تومرت، فساسها الموحدون حيناً، ولم تلبث أن تولاها أبو زكريا يحيى بن عبد الواحد الحفصي، فأعلن استقلاله عن سلطان مراكش من آل عبد المؤمن، وأقام بانفصاله عنهم دولة تسمى: الدولة الحفصية، ولما ذهبت ريح هذه الدولة، وتداعت إلى السقوط، أزمع خير الدين باشا -الذي كانت صناعته (القرصنة) في البحر الأبيض- الاستيلاء على تونس، وضمها إلى ممالك الدولة العثمانية، فدخلها سنة ٩٣٥، وخطب بها للسلطان سليمان القانوني.

ثم أن الأمير الحفصي الذي فر من وجه خير الدين باشا استنجد بملك


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" -الجزء السادس من المجلد الأول الصادر في ذي القعدة ١٣٤٧.