إسبانيا (شارلكان)، فأمده بقوة بحرية استطاع بها أن يستعيد ملك تونس، ولكن تحت الحماية الإسبانية.
ثم إن علي باشا أحد ولاة الدولة العثمانية ببلاد الجزائر زحف إلى تونس فطرد منها الإسبان سنة ٩٧٧، وأخذ البيعة للسلطان سليم الثاني.
وقدم بعد هذا أسطول ملك إسبانية، واستولى على تونس مرة أخرى، ونصبوا بها محمد بن الحسن الحفصي على شرط الحماية والمشاركة.
ثم إن السلطان سليمان الثاني جهز أسطولاً، وبعث به تحت قيادة الوزير سنان باشا سنة ٩٨١، فأنقذ تونس من يد الإسبان، وخطب فيها باسم السلطان سليم، ووضع لحكومتها نظاماً، ثم قفل راجعاً إلى الآستانة.
ومما صنع في هذا النظام: أن رتب لحراسة البلاد عسكر، وجعل على كل مئة منهم ضابطاً يلقب بالداي، وجعل لهؤلاء الضباط رئيسا يدعى:(الآغا)، وأقام لجباية الأموال والياً يلقب:(الباي)، وعهد بالسفن الحربية إلى قائد يدعى:(قبودان رائس)، أما ما سوى هذا من قضاء، أو تدبيرِ شأن، فيجتمع إليه هؤلاء الأمراء بمحضر طائفة اختارهم سنان باشا من أعيان البلاد.
واستقل بالأمر بعد هذا رؤساء يلقبون بالدايات، وظهرت بعدهم الدولة المرادية، وكان رجالها يلقبون بالبايات، وصارت الولاية من بني مراد إلى المدعو إبراهيم الشريف باي الذي أقام حسين بن علي تركي (مؤسس الدولة الحسينية) كاهية له، يتولى النظر في كثير من شؤون الحرب والسياسة.
وجرى بعد هذا ما دعا أهل الحل والعقد من العقلاء والأعيان ورجال العسكرية أن اجتمعوا، وبايعوا حسين بن علي تركي في ٢٠ ربيع الأول ١١١٧،