قصَّ الله تعالى علينا في القرآن المجيد: أن العرب كانوا يتخبطون في ضلالة الشرك، ويتخذون من دون الله آلهة، فيبعث إليهم أنبياء ليهدوهم السبيل، ويدعوهم إلى العقائد السليمة، والأخلاق الكريمة.
* بعثة هود - عليه السلام -:
أقدم قوم من العرب قصَّ الله علينا أنهم كانوا يعبدون الأصنام، فأرسل إليهم رسولاً: قوم عاد، وكانت منازلهم بالأحقاف، قال الله تعالى:{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}[الأحقاف: ا ٢]. والأحقاف: جمع حِقْفِ، وهو الرمل المستطيل فيه اعوجاج وانحناء. فالآية ظاهرة في أن منازلهم كانت ببلاد فيها رمال كثيرة. وذكر ابن قتيبة أنهم كانوا ثلاث عشرة قبيلة ينزلون الرمل: بالدوّ، والدّهناء، وعالج، ووَبَار، وعُمان، إلى حَضْرَ موت.
وهذا لا يخالف ما جاء في سورة الفجر من قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" الأجزاءالتالية: الجزء التاسع من المجلد الحادي عشر، ربيع الأول سنة ١٣٥٨ - أبريل ١٩٣٩ - والجزء الثاني عشر من المجلد الحادي عشر، جمادى الثانية ١٣٥٨ - يولية ١٩٣٩ - والجزء الأول من المجلد الثاني عشر، رجب ١٣٥٨. والجزء الثالث من المجلد الثاني عشر، رمضان ١٣٥٨ هـ.