للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَعَثْتَ بِشِعْرٍ طارِفٍ لَمَعَتْ بِهِ ... مِنَ الأدَبِ الْمَوْروثَ خَيْرُ سِماتِ (١)

أَراكَ ظَلَمْتَ الْغِيِدَ إِذْ صُغْتَ لُؤْلُؤًا ... ونَضَّدْتَهُ شِعْراً على صَفَحاتِ (٢)

وأَهدْيتَ طاقاتِ الثَّناءِ وَلَيْتَني ... مَلأْتُ يَدي مِنْ تِلْكُم الحَسَناتِ

فَيا أَسَفاً لَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعُلا وما ... بَلَغْتُ مِنَ الْعِرْفانِ شَأُوَ لِداتِي (٣)

وآنسْتُ في روح الخِطابِ سَنا الهُدى ... وَبَعْضُ بني الأَمْجادِ غَيْرُ هُداةِ (٤)

وما أَبْصَرَتْ عَيْنايَ أَجْمَلَ مِنْ فَتىً ... يَخافُ مَقامَ اللهِ في الخَلَواتِ

ولا خَيْرَ إِلاَّ في نُفوسٍ ترَشَّفَتْ ... لِبانَ التُّقى مِنْ حِكْمةٍ وعِظاتِ (٥)

فَأَحْمَدُ مِنْكَ الوِدَّ والْقَلَمَ الذي ... جَنى ليَ طاقاتٍ مِنَ الدَّعَواتِ

ولا زِلْتَ مِثْلَ الْغُصْنِ يَنْمو بِمَنْبِتٍ ... كَريمٍ فَيُؤْتي أَطْيَبَ الثَّمَراتِ

[الإيمان روح السّعادة]

" قيلت في مستشفى الدمرداش بالقاهرة في شهر رمضان سنة ١٣٦٥ هـ ".

وَرَدْتَ مَناهِلَ الْعِرْفانِ طِفْلاً ... وواصَلْتَ الْعَشِيَّةَ بالغَداةِ (٦)


= الغدوات: واحدها الغدوة: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس.
(١) الطارف: المال الحديث المستحدث.
(٢) الغيد: جمع غيداء وهي المرأة الناعمة الأعطاف.
(٣) شأو: الأمد والغاية. اللدات: جمعِ لدة، وهو الذي ولد معك، وتربى معك.
(٤) هداة: جمع هادٍ.
(٥) ترشفت الماء: بالغت في مصه. اللِّبان: الرضاع.
(٦) مناهل: جمع منهل، وهو المورد، والشرب.