للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقتطفات من الكتب من تتعلق بالإمام محمد الخضر حسين وتراثه]

* محمد الخضر حسين، وعلي الورداني (١):

شاعت في هذا العهد فكرة تدوين الرحلات، وتنافس الكتاب في وصف الأقطار التي يزورونها، وفي تحليل أسباب الحضارات، وعوامل الترقي والنهوض إلى حيث العزّة والمجد والبحبوحة، والمغرب العربي من أكثر البلاد اتساعاً للرحّالة، وقد امتاز أبناؤه -من زمن بعيد- بالضرب في الأمصار، وتدوين الأخبار. . .

وقد اشتهر في هذا الميدان -فضلاً عمَّن أتينا على ذكرهم - محمد الخضر حسين، وعلي الورداني.

أما محمد الخضر حسين، فقد قام سنة ١٩٠٦ م برحلة إلى الجزائر (٢)، ووصف فيها المسالك والمعالم، وذكر الأدباء والعلماء الذين لقيهم، ودوّن ما كان بينه ويينهم من محاورات، وكان في ذلك كلّه كاتباً قديراً، تمتدّ عبارته امتداد متانة ورونق، وتترابط أجزاؤها ترابطاً وثيقاً، وكأني به من مدرسة عبد الحميد الكاتب، وابن المقفع، وهو في كتابته رجل العلم والفكر والدقّة،


(١) من كتاب: "تاريخ الأدب العربي في المغرب" لحنّا الفاخوري - في حديثه عن عهد النهضة الحديثة.
(٢) انظر كتاب: "الرحلات" للإمام محمد الخضر حسين.