للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأشجار، والملائكة، والجن، والحيوان، ومن دين الصابئة وعبادة الكواكب، ومن المجوسية والبرهمية.

* عبادتهم الأصنام:

سبب ضلال العرب في عبادة الأصنام بعد تمسكهم بملة إبراهيم - عليه السلام -: أن أولاد إسماعيل لما ملؤوا مكة، وانتشروا في البلاد لطلب الرزق، كان الظاعن منهم يحمل معه حجراً من حجارة الحرم، وحيثما نزل، وضعه، وطاف به طوافه بالكعبة، ثم انجرَّ بهم ذلك إلى المبالغة في تعظيم تلك الأحجار، فعبدوها، وعادوا إلى ما كانت عليه الأمم الضالة من قبلهم.

ثم ظهر عَمرو بن لُحي الخزاعي أيام تغلبت خُزاعة على مكة، ونفت منها جرهم، وكان قد تولى سدانة البيت، فدعا إلى عبادة الأوثان. وسبب ضلال عمرو هذا فيما يروى: أنه دخل البلقاء من أرض الشام (١)، فرأى قوماً يعبدون الأصنام، ويقولون: هذه أرباب نتخذها، نستنصر بها فننصر، ونستسقي بها فنسقى، وكل من سألها يعطى، فرجع إلى مكة ومعه صنم منهم، فنصبه على الكعبة، ودعا القوم إلى عبادته، ففعلوا.

تفشت في العرب عبادة الأصنام، فأقاموا في جوف الكعبة تماثيل، وكان أعظمها في زعمهم: "هبل".

ووضعوا حول الكعبة نحو ستين وثلاث مئة صنم (على عدد أيام السنة)، ومن الأصنام التي وضعوها حول الكعبة: إساف، وكان على الصفا، ونائلة، وكانت على المروة. واتخذ أهل كل دار من مكة صنماً يعبدونه من


(١) البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قبتها عمان.