للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رثاء المنعم العلامة الشيخ محمد الخضر حسين نظم الشيخ المنعم على النيفر]

قال الشيخ في رثاء شيخه العلّامة الإمام محمّد الخضر حسين هذه القصيدة، التي كان يعتزم المشاركة بها في حفل الأربعينية الذي أقامته (الجمعية الخلدونية) لتأبينه، إلا أنه يذكر أنه لم يتمكن من ذلك؛ لأنه لم يتمها. وهذه هي القصيدة:

ليَوْمِك خَطْبٌ صيَّر الدمعَ جامدا ... وساءَ أحبّاءً كما سرَّ حاسدَا

ومثلُكَ من تَهْمي عليه مدامعٌ ... ولكنَّ هوْلَ الخطْبِ قد لجَّ جاهِدا

إذا ذُكِرَ الأعلامُ في الشَّرْعِ واللُّغى ... عددناكَ ألْفاً لسْتَ في العَدِّ واحدا (١)

لكُمْ في صراع المبْطِلينَ موَاقفٌ ... تَرُدُّ عن الحقِّ الجريءِ المُجالِدا

لكَ اللهُ كَمْ أفحمْتُمُ مِنْ مُعانِدٍ ... لكَ اللهُ نِحْريراً لكَ اللهُ ناقِدا

لقد كنْتَ في ماضي حياتِك عِبرْةً ... وإنّك في ذا اليَوم أوعَظ هاجِدا

لئن مُتَّ ما ماتتْ مآثرُك التي ... تخطّتْ بحاراً للدُّنا وفَدافِدا

وما ماتَ من أبْقى جميلاً مخلَّداً ... ولا ماتَ من أولى عُلاً ومَحامِدا

لقد شِدْتَ للخضراءِ مَجْداً وسُؤدَداً ... وأبقيْتَ للزَّيْتونةِ الفَخْرَ خالِدا


(١) اللُّغى: جمع اللغة.