للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكم أبرزتْ زيتونةُ العِلْمِ تلكَ مِنْ ... فطاحلَ في جيدِ الزمانِ قلائِدا

كمثْلِ ابنِ خلدونٍ ومثلِ ابْن عَرْفةٍ ... وغيرهما ممن تجلّوْا فرائِدا

وكم بهمُ فاخرتَ دهراً وحسب ذي الْـ ... ـحِفاظ وفاءً ذكرُه ما تباعَدا

بِهَدْيِهمُ ما بيننا كنتَ تهتدي ... ومَنْهَلَهم منه لقد كنتَ وارِدا

بـ (زيتونةِ) العرفانِ و (الصادقية) انْـ ... ـبَرَيْتَ لِبَثِّ العلْمِ تُلْقي فَرائِدا

وأنشأتمُ سِفْراً بـ"عظمى سعادة" ... يضُمُّ علوماً جَمَّةً وفوائِدا

وفي (ثغرِ بنزرتٍ) وليتُمْ (قضاءه) ... فأنصفتَ مظلوماً يَؤُمُّك قاصِدا

لقد زِنْتَ ما وُلِّيتَه من مناصبٍ ... وحسْبُكَ ما يروي البريةُ شاهِدا

وأزمعتَ عنّا بعد ذاكَ ترحُّلاً ... إلى حيثُ قد لاقيتَ حَظّاً مساعِدا

وما الذنبُ يُعْزَى إذْ رحلتُم لتونسٍ ... ولكنَّ دهراً للكرامِ مُعانِدا

ففضلُكَ يتلوه الزمانُ ولا ترى ... بذا القطْرِ من يُلفي له الدهرُ جاحِدا

قضيتَ وخَلَّفْتَ الثناءَ معطّراً ... إلى مصرَ حيثُ الضيفُ يكرمُ وارِدا

ثويتَ بها في خير مَثْوىً يحل مَنْ ... أوى لحماه من ذوي الفضل وافِدا

فثابرتَ في نصْرِ الحقيقةِ جاهداً ... وفي نصر دينِ الحقِّ كنتَ مُجاهِدا

وأنشأتَ فيها (للهدايةِ) نادياً ... يردُّ إلى الحقِّ الجَحودَ المُعانِدا

وأصبحتَ فيها من كبارِ هداتِها ... و"أعلامِها" تهدي إلى الرُّشْدِ حائِدا

وللأزهَرِ المعمورِ صِرْتَ "عَميدَه" ... وأعظِمْ بكُمْ فيهم رئيساً وقائِدا

وللَّغةِ الفُصْحَى لقد زِنْتَ مجمعاً ... وأيقظْتَ منها فيه ما كان هامِدا

علي النيفر