لغة الجنوب مخالفة للغة العربية، وذهب إلى أن اللغة الأدبية وحدت لهجات القبائل الشمالية، ولم يمنع مع هذا أن ينظم أناس من القحطانيين أشعاراً بهذه اللغة؛ لأن كثيراً منهم يتكلمون باللغتين، فقال:"إن اختلاف الشعر العربي عن نصوص المخطوطات الموجودة في جنوب بلاد العرب لا يدل إلا على أمر واحد، وهو أن سكان هذه الممالك الجنوبية لا نصيب لهم في صنع الشعر العربي، على أن هذا لا ينفي اشتراك بعض أشخاص منهم في وضع الشعرة لأن كثيراً من سكان جنوب بلاد العرب كانوا يتكلمون باللغتين قبل أن يظهر عامل التوحيد الإسلامي بأزمان عظيمة". ثم قال:"إن اختلاف لغة جنوب بلاد العرب عن لغة الشماليين ليست بالأمر المستغرب، ولا سيما إذا علمنا أن لغة الجنوب ليست بلهجة عربية، بل هي لهجة سامية، بينما لهجات العربية الشمالية المختلفة أمكن توحيدها في لغة أدبية راقية".
فهؤلاء الباحثون المتمرنون على منهج (ديكارت)، قد قرروا نظرية وجود لغة أدبية زمن الجاهلية، إلا أن من هؤلاء من يجعلها للعرب قاطبة عدنانية وقحطانية، ومنهم من يجعلها للقبائل العدنانية، ولا يمنع مع هذا أن ينظم بعض القحطانيين في هذه اللغة أشعاراً؛ حيث إن فيهم من هو قائم على اللغتين. وعلى أي حال، لا يستقيم لأحد أن ينكر شعراً يعزى لقيسي، أو رَبَعي، أو كِندي لمجرد ما يوجد بين لغات هذه القبائل أو لهجاتها من اختلاف.
* اللهجة المتماثلة والأوزان المتشابهة في المطولات:
ذكر المؤلف المطولات أو المعلقات، وأصحابها:
وقال في (ص ٣٣): "تستطيع أن تقرأ هذه القصائد السبع دون أن تشعر