للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليفة، ويسوق إليه الخلافة، لا نجد في أقوال العلماء ما يحوم عليها، وما هي إلا كلمة سقطت من قلم المؤلف قبل أن تأخذ حظها من البحث وإمعان التفكير.

* مناقشة المؤلف فيما استشهد به من أقوال الشعراء:

قال المؤلف في (ص ٧): "على نحو ما ترى في قوله:

جاء الخلافة أو كانت له قَدَراً ... كما أتى ربّه موسى على قَدَرِ

وقول الآخر:

ولقد أراد الله إذْ ولاكها ... من أمة إصلاحَها ورشادَها

وقال الفرزدق:

هشامُ خيارُ الله للناس والذي ... به ينجلي عن كلِّ أرضٍ ظلامُها

وأنت لهذا الناس بعد نبيهم ... سماءٌ يرجّى للمحول غَمامُها"

البيت الأول من قصيدة لجرير (١) يهنئ بها عمر بن عبد العزيز (٢) بالخلافة، ولو كان المؤلف يقدر الخلفاء المستقيمين حق قدرهم، لأتينا في الاستشهاد على صحة معنى هذا البيت؛ بأن جريراً أنشده بين يدي عمر بن عبد العزيز بعد أن قال له: اتق الله يا جرير، ولا تقل إلا حقاً، وأقره عليه.


(١) جرير بن عطية بن حذيفة، من تميم (٢٨ - ١١٠ هـ = ٦٥٠ - ٧٢٨ م) أكبر شعراء عصره، ولد ومات في اليمامة.
(٢) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي الدمشقي القرشي (٦١ - ١٠١ هـ = ٦٨١ - ٧٢٠ م) من الخلفاء الصالحين، ولد بالمدينة المنورة، وتوفي بدير سمعان من أرض المعرة.