للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتونس لإنشاء الآلات البحرية.

وبلغ أسطول الأندلس أيام عبد الرحمن الناصر نحو مئتي مركب، وكذلك كان أسطول تونس والمغرب الأقصى في قوة، ولو استمر المسلمون على العناية بالقوة البحرية، والتقدم في صنع وسائلها, لكان لهم شأن غير هذا الشأن.

* عقد الصلح:

قد يقتضي الحال عقد صلح بيننا وبين العدو، وقد استحب الشارع الحكيم عدم رفض الصلح متى رغب فيه المحاربون، فقال تعالى:

{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأنفال: ٦١].

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - عقد بينه وبين كفار قريش صلحاً أتى بخير كثير، وهو صلح الحديبية. وشروط الصلح تختلف باختلاف قوة الأمة وضعفها، وملاكها أن يكون في عقد الصلح مصلحة عامة، وأن لا يكون من بين الشروط إباحة ما تحرمه الشريعة. والذي نريد التنبيه له في هذا الفصل: أن الصلح الذي يلقي بالأمة في خزي، ويجعل بطن الأرض خيراً لها من ظهرها، هو الصلح الذي يبعثها على السعي إليه، أو على قبوله حبُّ الحياة، وكراهة الموت، فتحتمل مهانته وهي تستطيع دفعه بالرجال والسلاح، قال تعالى:

{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} [محمد: ٣٥].

وهذا شاعر عربي يأبى لقبيلته أن تتقبل صلحاً إلا أن يكون لها السلطان في وطنها، وتبقى منابرها التي هي مصادر الأمر والنهي في قبضتها، فقال:

ولا صلحَ ما دامت منابرُ أرضِنا ... يقوم عليها من ثقيفَ خطيبُ

* تخليص الأسرى من أيدي العدو:

يقع الفرد أو الطائفة في أسر العدو، ولا يعد هذا وحده دليل الجبن أو