جاذبني السيد إبراهيم إلى البحث في الحرية، فقلت: الحرية يتطوع بها الرؤساء العادلون إذا عافت نفوسهم استعباد من ولدتهم أمهاتهم أحراراً، وقد تتبرج الأمة في بردها الشريف، حين يستولي عليها الشعور، وتتغلب عليها المعرفة بواجباتها، سنّة الله في سير الأمم؛ فإن العلم والأدب يثبت في نفوسهم أكبر الهمة، وإباية الاضطهاد، ويرفعها إلى مكانة واحترام في نظر الماسكين على أمرهم، فيعتدلون في سياستهم، ويغلّون يد من يعمد إلى جرح عواطفهم؛ محافظة على أن تكون قلوب رعيتهم الواقية ماسكة بطاعتها، راضية عن الإقامة تحت سلطتها.
* نفحة شعرية:
تجولت مع الأديب السيد إبراهيم السيد في بعض بساتين ذات أشجار وأنهار، وما برحنا نتطارح الآداب التي لها مساس بمقام الأشجار، حتى ذكرت له: أني كنت سمعت في دروس بعض أساتذتنا أيام التعلم بيتين، وهما:
عذ بالخمول ولذ بالذل معتصماً ... بالله تنج كما أهل النهى سلموا