يمني لم ينشأ في نجد، قالوا: امرؤ القيس أجاد في وصف الخيل ونحوها، فقال لهم: أجاد في وصف هذه الأشياء، ولكن في شعر غير هذا الذي تضيفونه إليه، ولا ندري لماذا اعترف بأن امرأ القيس يجيد وصف الخيل والصيد في حال أن الرواة لا يستندون في هذا إلا إلى الشعر الذي قال عنه: إنه منحول! وإذا أنكر هذا الشعر الذي تناقله الرواة، لم يكن مضطراً إلى هذا الاعتراف الذي لا يزيد حديثه إلا خيالاً، والذي أوقفه موقفاً جعله يقول: إن هذا الشعر فيه شيء من ريح امرئ القيس ليس غير!.
* امرؤ القيس و (هوميروس):
قرأ المؤلف -كما حكى في (ص ١٣٨) -: أن شاعراً يونانياً يقال له: (هوميروس) قد تنقل في البلاد، وأثقل الناس تاريخه بأشياء مزوّرة، فأراد أن يقيسه بشاعر عربي، ويقول في هذا الشاعر العربي ما قاله مؤرخو الآداب اليونانية في (هوميروس)، فوقع اختياره على امرئ القيس.
فمؤرخو الآداب اليونانية لا يشكون الآن في أن شخصية (هوميروس)"قد وجدت حقاً، وأثرت في الشعر القصصي حقاً، وكان تأثيرها قوياً باقياً، ولكنهم لا يعرفون من أمرها شيئاً يمكن الاطمئنان إليه، وإنما ينظرون إلى هذه الأحاديث التي تروى، كما ينظرون إلى القصص والأساطير لا أكثر ولا أقل"(١).
والمؤلف يريد أن يحاكي كلامهم في (هوميروس)، فقال: إنه يرجح، بل يكاد يوقن بأن امرأ القيس قد وجد حقاً. وبقي عليه ما قالوه من أن