أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مر بالحِجْر، قال:"لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين؛ أن يصيبكم الله مثل ما أصابهم"، ثم تقنع بردائه وهو على الرحل، وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
وكان هؤلاء القوم يعبدون غير الله: يروى أنهم كانوا يعبدون الشمس، وفي "مروج الذهب"اللمسعودي، وغيره: أنهم كانوا يعبدون الأوثان. والقرآن الكريم لم يتعرض لما كانوا يعبدون على وجه التعيين، وإنما دلَّ على أنهم كانوا يعبدون غير الله، ومن أدلة هذا: قولهم فيما قصه الله عنهم: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}[هود: ٦٢].
* دعوة صالح لثمود:
دعا صالح - عليه السلام - قومه إلى عبادة الله وحده، قال تعالى:{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٧٣]، وذكرهم بما وهب الله لهم من النِعم، وحذرهم من إطاعة المفسدين، قال تعالى:{وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}[الأعراف: ٧٤]. وقال:{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}[هود: ٦١]؛ أي: ابتدأ خلقكم منها، {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود: ٦١]؛ أي: جعلكم عمّارها، أو طلب منكم أن تعمروها، {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْه}[هود: ٦١]: أقلعوا عما أنتم عليه؛ فإنه يقبل منكم، ويتجاوز عنكم، {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ}[هود: ٦١] برحمته {مُجِيبٌ}[هود: ٦١] لسائليه. وقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: ١٥٠ - ١٥٢].
وكان من قومه أن أعرضوا عن الدعوة، وجحدوا بما جاء به من الآية