الإِسلام دين عام، لا يختص بأمة دون أخرى، فهو في حاجة إلى دعاة يذهيون به إلى الأمم شرقاً وغرباً، والدعوة إلى الحق والإصلاح تنجح في سرعة، ويعظم أثرها في القلوب، بمقدار ما يكون للداعي من براعة في فنون البيان.
ومن المعروف أن العرب قبضوا على زمام البلاغة، وحسن التصرف في القول ما لم تيلغه أمة متن الأمم في عهدهم.
وهذه المزية التي عرفت للعرب تستدعي أن يكونوا أول من يظهر الدين العام في ديارهم، حتى يجد رجالاً تحقق قيهم أهم شرط متن شروط القيام بالدعوة الموجهة إلى أمم مختلفة، وطبقات متفاوتة، وهو فصاحة اللسان، وحكمة البيان.
ثم إن الإِسلام دين لا يقتصر على مجرد الدعوى والإرشاد، بل يقصد إلى أن تكون أوامره نافذة، وأحكامه بين الأمم جارية، وأن تزاح كل عقبة
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الحادي عشر من المجلد التاسع الصادر في جمادى الأولى ١٣٥٦ - يولية ١٩٣٧.