للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خواطر (١)

- إن أكبر عقلك، فأصبح يعلّمك ما لم تعلم، واتسع خيالك، فبات يلقي عليك من الصور البديعة ما يلذه ذوقك، فأنت ما بين أستاذ يمحض نصيحته، ونديم لا تمل صحبته.

- يعلمك الأستاذ كيف تغوص في عميق البحار، ويريك نموذجاً من الدرّ يتميز بينه وبين الأحجار، وهمتك تخلد بك إلى الإِملاق، أو تجعلك المجلّي في حلبة السباق.

- سمَّيت الاستخفاف بالشرع حرية، فقلت: برع في فن المجاز، وتهكم بمن أصبح عبداً للهوى، وسمّيت النفاق كياسة، فقلت: خان الفضيلة في اسمها، أو خانه النظر في فهمها.

- تنظر النفس في سيرة الرجل العظيم كما تنظر العين في الزجاجة النقية، فتدرك مساويها، أفلا تصنع بمآثرك الحميدة مرآة يبصر بها الناشئ بعدك صورته الروحية فيصلحها؟

- سرتَ والنور أمامك، فانطلق ظلك على أثرك، ثم وليته قَفاك، فكان


(١) نشُرت الخواطر على حلقتين في مجلة "البدر" الصادرة باسم: "العرب" الجزء الرابع من المجلد الثالث في شهر ربيع الثاني ١٣٤٢ هـ والجزء السابع من المجلد الثالث الصادر في شهر رجب ١٣٤٣ هـ - تونس.