للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى تطمئن وترضى. ونحن لم نر المؤلف -وهو اللهج بالمذهب الجديد- قد حل شيئاً من هذه الأسئلة، ما خلا السؤال الأول، وهو قولهم: أهناك شعر جاهلي؟ فإنه حرر في بعض الفصول الآتية أن للجاهلية شعراً يُتلى، ولم يبحث في سائر المسائل، فيرينا السبيل إلى معرفة الشعر الجاهلي، أو يشرح حقيقته، أو يفصل مقداره، أو يأتي على مميزاته. وكأنه رأى الطريق دونها ملتوية، فأنكر هذا الشعر الجاهلي حتى لا يجهد نفسه في حل هذه الأسئلة ويشقى ...

* عناية القدماء بشؤون العرب:

قال المؤلف في (ص ٥): "هم لا يعرفون أن العرب ينقسمون إلى باقية وبائدة، وعاربة ومستعربة، ولا أولئك من جرهم، وهؤلاء من ولد إسماعيل، ولا أن امرأ القيس، وطرفة، وابن كلثوم قالوا هذه المطولات، ولكنهم يعرفون أن القدماء كانوا يرون ذلك، ويرون أن يتبينوا أكان القدماء مصيبين، أم مخطئين؟ ".

عني القدماء بشؤون العرب، وذهبوا بالبحث عنها في كل ناحية، فإذا القرآن يلقي شيئاً من أنبائهم، والقائمون على الأخبار يتناقلون الحديث عن أنسابهم، وبعض وقائعهم، ووعاة الأدب يحملون قسماً من منظومهم ومنثورهم، فأخذوا ما تلقوه وهم على بينة من مصادره المتفاوتة المراتب، فأنزلوا هذه المصادر فيما يليق بها من يقين أو ظن، أو شكّ أو وَضْع، ولشدَّ ما سردوا أسانيدهم وفتحوا بصرك في طرق روايتهم، ووقفوا بك على منتهى علمهم، ولم يكتموك وجوه نقدهم. فمن الميسور عليك أن تعرف أن هذا يوثق به في التاريخ واللغة، وذاك يعوّل عليه في اللغة دون التاريخ، والآخر