وأُنهي هذا البحث بذكر عالمين تونسيين كبيرين، هبطا دمشق، وأفادا أهلها. وهما: الأخوان العلامة الشيخ محمد الخضر حسين، وأخوه الشيخ زين العابدين، وقد ترجمتُ لهما تراجم طويلة في كتابي "أعلام العصر". وقد وُلد الشيخ الخضر في بلدة "نفطة" بالقطر التونسي سنة ١٢٩٤ هجرية، والتحق وهو في الثانية عشرة من عمره بجامع الزيتونة، فدرس فيه، وتخرج منه سنة ١٣١٦ هـ. وأنشأ سنة ١٩٠٤ م مجلة علمية أدبية كانت أول مجلة من نوعها في المغرب كله، سماها:"السعادة العظمى"، فأغلقتها السلطات الفرنسية، ثم تولى القضاء في مدينة "بنزرت" عام (١٩٠٥ م / ١٣٢٣ هـ). ولم يطب له القضاء، فعاد إلى الزيتونة والمدرسة الصادقية مدرّساً.
وقبيل الحرب العالمية الأولى حكم عليه الفرنسيون بالإعدام؛ لاشتغاله بالسياسة، وإثارته الخاصة والعامة، فهاجر إلى دمشق مع أسرته، وأخيه.
(١) بحث تقدم به الدكتور صلاح الدين المنجد في ذكرى مرور ثلاثة عشر قرناً على تأسيس جامع الزيتونة في (٢٥ المحرم - ٢ صفر عام ١٤٠٠ هـ الموافق ١٥ ديسمبر كانون الأول- ٢١ عام ١٩٧٩ م)، تونس. واخترنا من البحث ما يتعلق بالإمام محمد الخضر حسين.