للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* توارد طه حسين ومرغليوث:

قال المؤلف في (ص ٧): "إنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور الإسلام، فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين، وميولهم، وأهواءهم أكثر مما تمثل حياة الجاهليين".

قال الدكتور مرغليوث بعد أن ساق من الشعر الجاهلي أمثلة تحتوي معاني دينية: "والحقيقة أن الدين الوحيد الذي كان هؤلاء الشعراء يدينون به إنما هو الإسلام". وقال في موضع آخر: "إن الشعراء لم يكونوا ألسنة الوثنية، بل كانوا مسلمين في كل شيء، وليسوا بجاهليين إلا اسماً".

توارد المؤلف و (مرغليوث) على هذا المعنى، بيد أن المؤلف يفوق على الثاني بنكتة، وهي أنه سيقول: إن هذا الشعر الجاهلي يمثل الجهل والغباوة، والغلظة والخشونة، والعرب في الجاهلية كانوا أصحاب علم وذكاء وعواطف رقيقة، وقال هنا: إن هذه الأشعار إسلامية تمثل حياة المسلمين. إذاً تكون حياة العرب قبل الإسلام في نظر المؤلف أرقى من حياتهم بعد أن صاروا مسلمين. وليس لهذا معنى سوى أن المؤلف قد يمسخ الحقائق لا عن خلل في التفكير، ولا عن اندفاع مع العاطفة، وإنما يمسخها ليضحك القرّاء حتى لا يساموا.

* ما بقي من الشعر الجاهلي:

قال المؤلف في (ص ٧): "وأكاد لا أشك في أن ما بقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جداً لا يمثل شيئاً، ولا يدل على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي".

سيعقد المؤلف فصولاً مطولة بزعم أنها مقدمات تنتج أن الشعر