للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويد الرحيل تخطفت في "جلق" ... جسمي وأبقت مهجتي برباها (١)

فأنا خيال والبحيرة مقلة ... لكن تطاول بالخيال كراها

هذه لمحة سريعة نقدمها من سيرة الإمام محمد الخضر حسين، نورد بعدها "مشاهد برلين" التي هي بعض ذكرياته في ألمانيا الموجزة، وقد نشرت بمجلة "المقتبس" الدمشقية في الجزأين السابع والثامن من المجلد التاسع سنة ١٣٣٢ هـ - ١٩١٣ م.

والحمد لله على ما هدى، والحمد لله على نعمة الإسلام.

علي الرّضا الحسيني

* مرافق الحياة:

يتوسط الشوارع الكبيرة في "برلين" رياض تسايرها طولاً، وتفتح فيها سبلاً للراجلين خاصة، فيكون الشارع مفصلاً إلى رصيفين وجادتين، بينهما ممر يكتنفه عمارتان من نبات تطرزه الرياحين بألوان مختلفة، ولا يشاهد الإنسان في ديارها -ولو في الأرباض- بناء بالياً، أو جداراً متداعياً، والذي ساعد على تنسيق مبانيها ومتانتها: أن عناصر الطين بمقربة من تلك المدينة، وأن الحجارة والخشب يجلبان إليها على نهر "شبري" بسهولة وقيم زهيدة.

وكثير من المباني قائمة من الحجارة الرملية، ويستعملون "البرفير" زينة في داخل البيوت، وهو ضرب من حجارة الكرانيت المرادف له في العربية كلمة: صوّان، وتفرش بعض المحلات؛ مثل: دهاليز المدارس ببلاط (استك)، وهو قطع دقيقة من الرخام، تخلط بعجين الكلس.


(١) جلق: من أسماء دمشق.