ووضع غير هذين الرجلين ترجمة ثالثة لم أتتبعها، ولكن قال بعض العارفين باللغتين: إنها بعيدة عن المطابقة، وليست في القرب من الصحة مثل ترجمة (هنينك).
ونبأني الأستاذ (هردر): أن إحدى الجمعيات راسلته بأن تراجم القرآن التامة قد يضيق الوقت عن مطالعتها، واقترحوا عليه أن يترجم لهم آيات من سور متفرقة، فاقتبس لهم مما ترجمه المستشرق (ركرت) آيات كثيرة في التوحيد والأخلاق والأحكام، فطبعوها مجموعة، وظهرت بينهم في مثال التراجم الأخرى.
* عنايتهم بالعربية:
توسلوا إلى العربية بتعليم لسانها، ثم خدموا مؤلفاتها بالطبع، واقتبسوا من حكمتها بالترجمة. ألف الأستاذ (هردر) كتاباً في قواعد العربية، فكان الكتاب المتداول عندهم في التدريس، وقد توالى عليه الطلب هذه المدة بإعادة طبعه. وألف كتاباً يفسر فيه المفردات الأمانية بما يرادفها من العربية، وأنجز طبعه في مجلد ضخم، ثم وضع كتاباً آخر اقتصر فيه على الكلمات المألوفة في الاستعمال.
ترجم المستشرق الأستاذ (متفوخ) كتاب "علاج العيون" لعمار الموصلي، وفصلَ:(علاج العيون) من كتاب علي بن عيسى في صناعة الطيب، وفصل:(علاج العيون) لابن سينا، وكتاب "وقائع العرب" لأبي عبيدة بن المثنى الكبير والصغير، ونقل إلى الألمانية أيضاً ترجمة حمزة الأصفهاني، وترجمة ابن سعد مؤلف كتاب "الطبقات". وترجم الشاعر (ركرت) أحد المترجمين للقرآن "ديوان الحماسة" في شعر ألماني. وترجم المستشرق (ريشر) قصائد أبي الأسود الدؤلي،