القواد الذين يعاملون الجنود بالرفق والإحسان في دائرة الحزم.
وفي وصية أبي بكر الصديق ليزيد بن أبي سفيان:"وإذا قدمت على جندك، فأحسن صحبتهم، وابدأهم بالخير، وعدهم إياه"
وقال لخالد بن الوليد حين أرسله إلى المرتدين:"يا خالد! عليك بتقوى الله والرفق بمن معك".
وقال ابن الخطيب في "مقالته السياسية" حاثاً على "الإحسان إلى الجنود: "ووفٍّ ما أوجبت لهم من الجراية والنعمة"، وفيها: "واعلم أنها لا تبذل نفوسها إلا لمن يملك قلوبها بالإحسان, وفضل اللسان".
وجاء فيما عهد به عمر بن عبد العزيز إلى منصور بن غالب حين بعثه على قتال بعض المحاربين "وأمره أن يرفق بمن معه في سفرهم، ولا يجشمهم مسيراً يتعبهم، ويقصر بهم عن منزل يرفه بهم حتى يلاقوا عدوهم والسفرُ لم ينقص قوتهم".
* تلقيهم أوامر القائد بحسن الطاعة:
ذكرنا في وصف القائد: أن يكون ذا رأي، وشجاعة، وإخلاص، وحزم، ورفق بالجند، ونقول هنا: إن الجيش الذي يحمي الأمة، ويبني لها مجداً شامخ الذرا، هو الجيش الذي يجمع إلى الشجاعة، والمحافظة على آداب الشريعة: استعداده لتلقي أوامر القائد الأمين بحسن الطاعة، وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الأدب السامي في خطبة حجة الوداع، فقال: "يا أيها الناس! اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدَّع، فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام لكم كتاب الله".
ومن أعظم ما يساق شاهداً على حسن الطاعة: قصة خالد بن الوليد،