للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تيسير وضع مصطلحات الألوان (١)

حمداً لمن علم البشر أسماء الكائنات، وجعل لغة العرب أفضل اللغات، وصلى الله على سيدنا محمد أفصح الناطقين لساناً، وأبدعهم بياناً، وعلى آله وصحبه وسلم.

كثرت ضروب الألوان، بما ينشأ من مزج لون بلون، وبظهور اللون الواحد في درجات متفاوتة، فاحتاج كل لون يحصل من امتزاج لونين إلى اسم، كما احتاج كل لون إلى أن يكون له في كل درجة اسم يمتاز به.

وقد عنيت اللغات الحية بوضع أسماء تأتى على الألوان أصولها وفروعها، وربما بدا لذي النظرة القصيرة أن اللغة العربية فقيرة من أسماء الألوان، وأننا في حاجة إلى أن نستمد للألوان مصطلحات من لغات أخرى.

وهذا ما دعاني الى أن أحرر مقالاً، ترى فيه كيف وسعت العربية بما تحتويه معجماتها من الكلم، وبما تقرر في علم صرفها من المقاييس كلَّ ضرب من ضروب الألوان المختلفة بأصباغها، أو أشكالها أو درجاتها.


(١) بحث قدمه الإمام إلى المؤتمر الطبي العربي الثالث، والمنعقد في القاهرة في (ذي الحجة سنة ١٣٥٨ هـ يناير سنة ١٩٤٠ م)، لمناسبة انتدابه لتمثيل المجمع اللغوي في المؤتمر، ونشر في مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزآن السابع والثامن من المجلد الثاني عشر - الصادران في المحرم وصفر ١٣٥٩ هـ - فبراير ومارس ١٩٤٠ م.