للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* باب ذكر فضائل القرآن:

قد ورد: "من قرأ سورة كذا، فله [أجر كذا] " من أول القرآن إلى آخره. قال ابن المبارك: أظن الزنادقة وضعتها (١). قال المصنف: فلم يصح في هذا الباب شيء غيرُ قوله في فاتحة الكتاب لأُبَيّ: "ألا أعلِّمُكَ سورة هي أعظم سورةٍ في القرآن: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: ٢] ". وقوله - عليه السلام -: "البقرة وآل عمران غمامتان". وفي آية الكرسي لأبيّ بن كعب: "أتدري أيُّ آية من كتاب الله معكَ أعظمُ (٢)؟ "، قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥]. وقوله: "يؤتى يومَ القيمة بالقرآن وأهلِهِ الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدَّمُهم سورةُ البقرة"، و"إن الشيطان يفرّ من


= وأبو داود، وابن ماجه، وأبو يعلى، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه كما في "المقاصد الحسنة" للسخاوي. وقال ابن تيمية في "الفتاوى": ما يروونه عنه - عليه الصلاة والسلام -: "من علم علماً نافعاً، وأخفاه عن المسلمين، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" هذا معناه معروف في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار".
(١) قال أبو عمار المروزي: قيل لأبي عصمة بن أبي مريم المروزي: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورةً سورةً، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ قال: إني رأيت الناس أعرضوا غن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة. قال علي قاري: ومن الموضوعات: ذكر فضائل السور، وثواب من قرأ سورة كذا فله أجر كذا من أول القرآن إلى آخره، كما يذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة، والزمخشري في آخرها، وكذا تابعه البيضاوي، وأبو السعود المفتي. قال عبد الله بن المبارك: أظن الزنادقة وضعتها. وقد اعترف بوضعها واضعها، وقال: قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره.
(٢) كذا في الأصل، وفي صحيح مسلم: قلت.