جمعية الهداية الإِسلامية في مقدمة الداعين إلى الإصلاح، والأخذ بكل جديد نافع، ولكن معهد التمثيل والرقص لا صلة له بالإصلاح في حال، وهو -على الرغم من موافقته أهواء طائفة خاصة- يجر الأمة إلى مظهر من مظاهر الأخلاق المكروهة، وإذا كان الدين لا يرضى عن مثل هذا المشروع، وأصبح الناصحون لأممهم يشكون من سوء عاقبته، فإن جمعية الهداية الإِسلامية تستند إلى ما جاء به الإِسلام من تحريم اختلاط النساء بالرجال في لهو، ثم إلى نص المادة من الدستور المصري الصريحة في أن دين الدولة الرسمي هو الإِسلام. ونرجو من دولتكم أن تعدل وزارة المعارف عن ذلك المشروع الذي يعد مقدمة خطر يأتي على خلق الحياء والصيانة، ويجعل آداب الدين في غير رعاية.
ونرفع إلى معاليكم بعد هذا: أن إدخال بعض المعروفين بأنهم دعاة التبشير القائمين عليه صباحاً ومساء في لجنة يوكل إليها وضع السياسة العامة للتعليم، قد جرح إحساس المسلمين، وأبعد آمالهم من أن يكون لمدارسنا صبغة إسلامية.
فجمعية الهداية الإِسلامية ترجو معاليكم إبعاد ذوي الآراء المحاربة للدين من النظر في سياسة التعليم العامة، واعتبار الدين الإِسلامي الكفيل بسعادة البشر أساساً لتلك السياسة، وإدخاله في مناهج التعليم بجميع أدواره تحقيقاً للإصلاح المنشود، والتهذيب المرغوب فيه. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
* ارتجال الشعر الألماني (١):
كنت شهدت في "برلين" شاعراً يقف في جمع كبير، فيلقي عليه طوائف
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء السابع من المجلد الثالث.