للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتميم من مضر، وقال: لا أدرس الحياة الجاهلية في شعر النابغة وزهير، وكلا هذين الشاعرين من قيس، وقيس من مضر.

وإذا كانت النتيجة إنما هي إنكار شعر اليمن وربيعة وحدهما، فما باله يمشي في الفصول السابقة على إنكار الشعر الجاهلي بإطلاق، فيقول: "إن هذا الشعر الجاهلي لا يمثل اللغة الجاهلية" (١). وقال: "إن هذا الشعر الذي يسمونه: الجاهلي لا يمثل اللغة الجاهلية، ولا يمكن أن يكون صحيحاً" (٢). ونحن نظن أن المؤلف وأنصاره "سيجدون كثيراً من المشقة والعناء في حل

هذه المشكلة".

وأما العقبة اللغوية، فقد عرفت أن الذي أقامها هو المستشرق (مرغليوث)، ووقف المؤلف في هذه العقبة يحسبها عنيفة، وما برح يصوّت بأنها عنيفة، وما هي بعنيفة، ولكن تقليد الغربيين في الآراء السخيفة عنيف.

* هدم الآراء الحائرة والأقوال الخادعة:

انتقل المؤلف إلى الملاحظة الثانية، فقال: "الثانية: أن الذين يقرؤون هذا الكتاب قد يفرغون من قراءته، وفي نفوسهم شيء من الأثر المؤلم لهذا الشك الأدبي الذي نردده في كل مكان من الكتاب. وقد يشعرون مخطئين أو مصيبين، بأننا نتعمد الهدم تعمداً، ونقصد إليه في غير رفق ولا لين، وقد يتخوفون عواقب هذا الهدم على الأدب العربي عامة، وعلى القرآن الذي يتصل به هذا الأدب خاصة".


(١) (ص ٢٤).
(٢) (ص ٢٩).