سيدي الفاضل صاحب السعادة. هل ينتفع الميت بثواب الذكر والتسبيح والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أهدي ثواب ذلك إليه؟ أو هو حبس على صاحبه لا يصل للميت منه شيء، كما يشهد لذلك قوله تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى}[النجم: ٣٩] الآية؟.
جواب:
انتفاع الميت بما ذكر في السؤال يجري فيه اختلاف الأئمة في وصول ثواب قراءة القرآن، وقد ذهبوا في ذلك مذاهب شتى وإليك خلاصتها:
فذهب "مالك" و"الشافعي" إلى أنه لا يحصل شيء من ذلك للميت، وقال "أبو حنيفة" و"أحمد بن حنبل" يصل ثواب القراءة للميت.
قال "القرافي" في "فروقه": "فمالك والشافعي - رضي الله عنهما - يحتجان بالقياس على الصلاة ونحوها مما هو فعل بدني، والأصل في الأفعال البدنية أن لا ينوب فيها أحد عن الآخر ولظاهر قوله تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى}[النجم: ٣٩] ولقوله عليه السلام: "إذا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَمَلهُ إلَّا
(١) العدد الخامس عشر - الصادر في غرة شعبان الأكرم ١٣٢٢.