من الحاضرين جملاً منثورة في معان مختلفة، وهو يكتبها في أوراق بيده جملة بعد أخرى، وعقب الفراغ من إلقاء الجمل، ينطق بكل جملة منها في شعر يؤديه بصوت جهوري. ويعد هذا من فكاهاتهم الأدبية.
* من جمعية الهداية الإِسلامية إلى وزير المعارف (١):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإن جمعية الهداية الإِسلامية كانت في مقدمة من استنكروا من وزارة المعارف في العهد السابق بعض تصرفات غير صالحة، وعبرت عن استنكارها في خطاب وجهته إلى حضرة صاحب الدولة رئيس الوزراء.
ومن تلك التصرفات المخالفة للدين الحنيف، الملقية في شر العواقب: إقامة معهد للتمثيل والرقص، وفتح باب اختلاط الفتيان بالفتيات، وقد شاء الله تعالى أن يصرف وزارة المعارف عن هذه الوجهة التي ضاقت لها صدور عقلاء الأمة قلقاً، فنقل زمامها إلى يد معاليكم، فوجدت الرأي الرشيد، والحزم اليقظ، فبادرتم إلى معالجة المرض الذي طرأ عليها لذلك العهد، فوضعتم الدواء مكان الداء، ومن أشد ما يفتك بالأخلاق الفاضلة: أن تهيئ الحكومة غرفاً أو قاعات يختلط فيها الفتيان والفتيات، ولا سيما اختلاط هو عين الاستخفاف بالصيانة، وطعن الكرامة بالنحر.
ومما قابلته الجمعية بالارتياح والشكر، وقوّى في النفوس أمل أن يكون نشؤنا خير نشء يرفعون راية الشرف حتى لا تطاولها راية: ما نشرته الصحف
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الحادي عشر والثاني عشر من المجلد الثالث.