الجمعيات الإِسلامية مهمة واحدة، وترى أن الجمعيات الإِسلامية بتعاونها على أداء هذه المهمة تؤلف خط جهاد واحد، تسجل لكم بقلم الفخر والشكر موقفيكم الأخيرين في مجلس النواب يوم ذكرتم الحكومة بواجبها تجاه عدوان دعاة النصرانية، ثم يوم وقفتم أخيراً تعربون عن شكوى الأمة الإِسلامية من عدوان الملاحدة على الإِسلام، وعلى رأسهم عدو الله طه حسين، فكنتم موفقين من الله في كل ما أدليتم به من حجج نواصع، وحقائق روائع.
وقد كلفني مجلس إدارة جمعية الهداية الإِسلامية أن أبلغكم شكره على هذا الموقف المحمود.
وتفضلوا بقبول جزيل الاحترام.
* كلمة في الاحتقال بالمولد الكريم (١):
كان العالم يتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض: ظلمة من الجهل، ظلمة من دناسة الأخلاق، ظلمة من منكر الأعمال، فبعث الله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليخرج الناس من هذه الظلمات إلى نور يسعى بين أيديهم في الحياة الأولى، ويهديهم السبيل إلى السعادة في الحياة الأخرى.
طلع محمد - صلوات الله عليه - بكتاب ممتع بالحكمة، مقوِّم للأخلاق، مصلح للأعمال، منظم لشؤون الحياة، تدبرته فئة قليلة، واتخذته قائدها المطاع، فكانت خير أمة جاهدت في الله فانتصرت، وغلبت فرحمت، وحكمت فعدلت، وساست فأطلقت الحرية من عقالها، وفجرت المعارف ينابيع بعد
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الحادي عشر من المجلد الرابع، احتفلت جمعية الهداية الإِسلامية بذكرى مولد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مساء السبت ١٢ ربيع الأول ١٣٥١ هـ. وألقى الإِمام هذه الكلمة.