الجمعة، ويذكرون في سبب هذا: أن الشيخ الفنري كان يترك الدراسة به؛ ليشتغل التلامذة بالنسخ، فبقيت البطالة فيه إلى اليوم عادة مستمرة.
* فاتحة الرسائل:
ومن عوائدهم في المراسلات، بل عادة الشرق فيما رأيت: أن يصدروها بكلمة: "الحمد لله" فقط، ومنهم من لا يكتب في طالع المكتوب شيئاً.
كنت اطلعت في رحلتي إلى الجزائر سنة ١٣٢٢ هـ على قصيدة تسمى:"نفيسة الجمان في فتح ثغر وهران"، وهذه القصيدة وشرحها للشيخ محمد بن أحمد بن عبد القادر أبو راس، ومما ذكر في هذا الشرح: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكتب في أول الرسائل البسملة فقط، واستمر الأمر على ذلك إلى أن ولّي السفاح أول ملوك بني العباس، فزاد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستمر الأمر على هذا إلى أن بويع يوسف بن عبد المؤمن، فجعل مكان البسملة: الحمد لله، وعليه العمل اليوم.
* سياسة الدول:
وممن يزورنا ونزوره: الفاضل الأديب السيد أحمد باي بن الأمير فضل، وقد أهداني رسالة حافلة ألفها في فضل الاتحاد، وأطلعني على بعض منظومات له جيدة، ولهذا الذكي ولع بالبحث في الشؤون العامة، والاستطلاع على دقائق الأدب.
طاف بي في المقعد الذي أعده للزائرين على معلقات يشتمل بعضها على قصائد من إنشائه، حتى انتهينا إلى معلقة فيها مثال راية سوداء، فأنشدته:
أعلامه السود إعلام بسؤدده ... كأنهن بخد الملك خيلانُ
جذبني إلى الكلام في حال الدول بوجه عام، فقلت: من شأن الدولة