للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعيد إلى أصحابه مالم ير فائدة في نشره، ويمكث هناك إلى ما بعد الساعة ٦، وبعد صلاة العصر ينتقل إلى محل جمعية الهداية لمقابلة الواردين، أو إلقاء محاضرة، أو السماع إليها، وإذا لم يكن هذا ولا ذاك، ينتصب مجلس للسمر يضم عدة علماء من الجمعية المذكورة، أو من الواردين عليها من الخارج، ويمكث هناك إلى الساعة ٩؛ حيث يعود إلى منزله لتناول طعام العشاء والصلاة، ثم الراحة والنوم.

* اللغات التي يحسنها:

عندما هاجر الشيخ من تونس إلى البلاد العثمانية أولاً، وأقام بعاصمة دار الخلافة مدينة إسطنبول عند فضيلة الشيخ المكي بن عزّوز، تعلّم اللغة التركية حتى أحسن النطق بها وفهمها، وتدرّب على قراءة صحفها إلى أن ألمَّ بها إلماماً لا بأس به.

وعندما اشترك مع جماعة من المسلمين -منهم: الشيخ صالح الشريف، والأمير شكيب أرسلان- في الحرب العالمية الأولى، وسافر إلى ألمانيا، اغتنم فرصة وجوده هناك، فتعلَّم الألمانية تعلّم استفادة أولاً حتى أتقنها بعض الاتقان، وتدرب على قراءتها وفهمها، وأصبحت له القدرة على الفهم والإفهام، حتى إنه ساهم في ترجمة بعض كتبها إلى اللغة العربية.

وعندما انتقل إلى مصر، واستقر بها، بدأ يشعر بحاجته إلى تعلّم الإفرنسية، وقد تجاوز عمره السبعين، واشتدت رغبته في ذلك عندما أصبح عضواً في (جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا) حيث ترد على هذه المنظمة بالقاهرة صحف من الشمال الإفريقي ومن غيره باللغة الإفرنسية، وفيها من الأبحاث ما يقتضي الاطلاع، فبحث عن مدرس مصري لهاته اللغة، واتفق معه على إعطاء درس