للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هَلْ يَذُودُ الغَمْضُ عَنْ مُقْلَتِهِ ... أَوْ يُلاقي بَعْدَهُ الْمَوْتَ الزُّؤاما

أَنَا لَوْلا هِمَّةٌ تَحْدو إلى ... خِدْمَةِ الإسْلام آثَرْتُ الحِمَاما

لَيْسَتِ الدُّنْيا وما يقسُمُ من ... زَهْرِها إلَّا سَراباً أو جَهاما (١)

[نخوة]

تَبْغي اللّيالي أَنْ تَفُلَّ حُسامي ... وتَصُدَّ وَجْدي بالعُلا وغَرامي (٢)

طَفِقَتْ تَحُثُّ خُطى الْمَطِيَّةِ بَعْدَما ... أَلْقَتْ لها أَيْدي النَّوى بِزمامِ (٣)

أتَخَالُني أبْلى بِسَلْوَةِ خَامِلٍ ... ما شَطَّ عَنْ وَطَني الأَنيسِ مُقَامي

العَزْمُ مَا بَيْنَ الجَوانِحِ مُرْهَفٌ ... والْمَجْدُ أَنّى سِرْتُ فَهوَ أَمامي

والسَّهْمُ يَصْدُرُ راغِماً وُيريكَ مِنْ ... جَلَدٍ تَرَنُّمَ ظافِرٍ بِمَرامِ

لَولا السُّرى لَمْ تَرْشُفِ النَّكْباءُ مِنْ ... نَفَحاتِ ثَغْرِ الزَّهْرَةِ البَسَّامِ

كَمْ مِنْ يَدٍ بَيْضاءَ طَوَّقَني بِها ... حَادِي الرِّكابِ إلى رُبوعِ الشّام

وأَلَذُّها سَمَرٌ يُذَكِّرُني البَها ... وابنَ الْعَميدِ إلى أبي تَمّامِ (٤)


(١) الجهام: السحاب لا ماء فيه.
(٢) تفل: تثلم.
(٣) طفق يفعل كذا: ابتدأ وأخذ.
(٤) البها: البهاء زهير (٥٨١ - ٦٥٦ هـ) شاعر رقيق، ولد بمكة، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، وتوفي بها. وله ديوان شعر مطبوع، ترجم إلى الإنكليزية نظماً. ابن العميد: مرت ترجمته. أبو تمام: مرت ترجمته.