فضيلة الأستاذ أكبر، وأصحاب الفضيلة! ويا أيها السادة الكرام: أقدم لحضراتكم جميعاً عظيم الشكر على ما تفضلتم به من قبول دعوة الجمعية وتشريفها بالحضور.
ساعة مباركة أقف فيها مغتبطاً بهذا الاحتفال البهيج، ومهنئاً حضرات إخواننا الذين استكشفوا دخيلة النحلة القاديانية، ثم عادوا إلى وطنهم الذي هو الإِسلام، وقلوبهم تتلألأ إيماناً خالصاً.
وقد كان في اتصال هؤلاء الإخوان بتلك النحلة الزائفة، وإعلان براءتهم منها على رؤوس الأشهاد فائدتان عظيمتان:
أما الأولى: ففائدة علمية؛ فإنهم اطلعوا على سريرة ذلك المذهب المنافق، وتركوه على بينة من أمره، ومن طريقهم اطلعنا على كتب ومقالات لغلام أحمد كانت عوناً لنا على سعة العلم بزيفه وسخف عقله، وقوة على نقض ما يورده هو وأتباعه من شبه وأباطيل.
وأما الثانية: فخلقية؛ فإن حضرات الإخوان عندما وقفوا على فساد تلك النحلة، وخروجها على الدين الحنيف، حملتهم فضيلة الإنصاف والرجوع إلى الحق على أن يعودوا إلى صفوف المسلمين، ويجاهدوا في سبيل الرشد مع المجاهدين، وقليل من الناس من يرجع إلى الحق بعد الابتعاد منه،
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الثالث من المجلد السادس. كلمة الإِمام في حفلة جمعية الهداية الإِسلامية التي أقامتها مساء الخميس ١٩ شعبان من عام ١٣٥٢ هـ تكريماً لإعلان رئيس طائفة القاديانية في مصر، والأذكياء البررة من أصحابه براءتهم من هذه النحلة.