وقليل من الناس من يعلن براءته من مذهب اتصل به، واستبان أنه مذهب غير رشيد.
نحن نعلم أن القاديانية كالبهائية، فرع من تلك الشجرة الخبيثة؛ أعني: نزعة الباطنية، والباطنية -أيها السادة- نِحْلَة، بل مكيدة بيَّتها طائفة من المجوس؛ ليأخذوا -في زعمهم- بثأر المجوسية من الإِسلام، ومن درس تاريخ الباطنية، وجد مبادئها تتمثل في النحلتين القاديانية والبهائية في أجلى صورة، ومن مبادئها: أن يتظاهر زعماؤها بالدعوة إلى الإِسلام، وهم يعملون في الخفاء لتقويض أركانه، ولا يبوحون بما في صدورهم إلا لمن استدرجوه حتى وقع في حبالتهم، وأصبحت نفسه قريبة من نفوسهم، وكذلك يفعل دعاة هاتين النحلتين الخاسرتين.
ليبث أولئك المضلون في غير بلاد الإِسلام ما شاؤوا من سموم قاتلة، وحرام على مصر وغير مصر من بلاد الإِسلام أن يتخذ فيها أذناب غلام أحمد، وأذناب عباس البهائي سوقاً ينادون فيه على بضائعهم الموبئة.
ولا لوم على من يتصل بطائفة يزعمون أنهم دعاة إصلاح، حتى إذا وقف على خفي أمرهم، وضاق صدره من ظلمات إلحادهم، صرف وجهه عن وجوههم، وحذر الناس من الاتصال بهم، والإصغاء إلى هذيانهم، وإنما اللوم، بل غضب الله على من لم يسلَّ يده من أيديهم، ويرضى أن يكون من عُمّار مجالسهم، ومكثّري سوادهم.
وأعود فأقول: إن حضرات إخواننا المحتفَل بهم، قد خدموا بهذه البراءة الدين الإِسلامي أجلّ خدمة، ورفعوا صرح فضيلة قلّ من يفي بحقها، وهي فضيلة الرجوع إلى الحق، فإذا احتفلنا بتكريمهم، فإنما نحتفل بتكريم