للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"دع ذا"، أو نحوه، كما نرى هذا في شعر هاجى به قيسَ بن الخطيم إذ قال في أوائله:

ما كنت أدري بوشك بينهم ... حتى رأيت الحدوجَ قد عزفوا

فغادروني والنفس غالبها ... ما شفَّها والهموم تعتكف

دع ذا وعد القريض في نفر ... يرجون مدحي ومدحي الشرف

والقصيدة التي افتتح بها ديوان حسان الذي بأيدينا، قصيدة هاجى بها أبا سفيان بن الحارث، وهي مصدرة بنحو عشرة أبيات من النسيب، وأولها:

عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء

وقال بعد العشرة الأبيات متخلصاً إلى مخاطبة قريش وأبي سفيان بن الحارث:

عدمنا خيلَنا إن لم تروها ... تثير النقعَ موعدُها كداءُ

يبارين الأعنَّة مُصعداتٍ ... على أكتافها الأَسَلُ الظماء

تظل جيادُنا مُتمطِّراتٍ ... تلطِّمهن بالخمُر النساء

ونقل عن حسان أن أبيات النسيب من هذه القصيدة قالها في زمن الجاهلية، ثم وضعها في أول هذه المهاجاة بعد الإسلام. ومن نظر في تلك الأبيات، وجد عليها طابع شعر حسان في الجاهلية.

* الحكمة في شعر حسان:

من فنون الشعر التي برع فيها حسان: إرسال الحكم البالغة، ومن هذا الباب: قوله فيمن يوثق بصحبته من الإخوان:

أخلّاء الرخاء هم كثيرٌ ... ولكن في البلاء هم قليلُ